إن العلم كثير
قال الليث بن سعد وغيره : كتب زجلٌ إلى ابن عُمر أن أكتب إليّ بالعلم كله
، فكتب إليه :إن العلم كثير ، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر
من دماء الناس خميص البطن من أقوالهم ، كاف اللسان عن أعراضهم ، لازما
لأمر جماعتهم ، فافعل .
ليس العلم بكثرة الرواية
عن عون بن عبدالله قال : قال عبد الله بن مسعود : ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية .
حق العالم والأدب معه
أخرج ابن عبد البر عن علي رضي الله قال :
إن من حق العالم أن تكثر عليه السؤال ، ولا تعنِّته في الجواب ، وأن لا تلحّ عليه إذا
أعرض ،ولا تشير إليه بيدك ,ان لا تغمزه بعينك وأن لا تسأل في مجلسه ،وأن تطلب
زلته ، وإن زلَّ تأنيت أوبَتَهُ (أي عودته إلى الصواب ) وقبلت توبته ، وأن لا تُفشي له
سراً وأن لا تغتاب عندهُ أحداً ، وأن تخصه بالتحية ،وإن مان له حاجة سبقت القوم
إلى خدمته وأن لا تمل من طوال صحبته .
لن تكون بالعم عالماً حتى تكون به عاملاً
كتب سليمان الفارسي رحمه الله إلى ابي هريرة : إنك لن تكون عالما حتى تكون متعلما
ولن تكون بالعلم عالماً حتى تكون به عاملاً.
من حلم ابن عباس رضي الله عنهشتم رجل ابن عباس رضي الله عنه فلما قصى مقالته ، فقال : يا عكرمة انظر هل للرجل
حاجة فنقضيها ؟ فنكس الرجل رأسه واستحى .
من حلم عمر بن عبد العزيز رحمه الله
دخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة ، فمر برجلٍ نائم فتعثّر به فرفع رأسه
وقال : أمجنون أنت .
فقال عمر : لا . فهم به الحرس
فقال عم : إنما سألني أمجنون ؟؟ فقلت : لا .
الصمت حلم ٌ عظيم
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :
تعلّمو ا الصمت كما تعلمون الكلام ، فإن الصمت حلم عظيم ، وكن إلى أن تسمع أحرص
منك إلى ان تتكلم ، ولا تتكلم في شئ لا يُعنيك ، ولا تكن مضحاكاً من غير عجب ولا
مشاءً إلى غير أرب .
فضيلة السُّكوت
كان أرابي يُجالس الشعبيّ ، ويُطيل الصمت ، فقال له الشعبي يووما : ألا تتكلم ؟؟
فقال أسكت فأسلم ،وأسمع فأعلم ، إن حظ المرء في أذنه له وفي لسانه لغيره .
واجب المستمع للغيبة
قال فُضيل : ربما قال الرجل :لا إله إلا الله أوسبحان الله ،فأخشى عليه النّار قيل :
وكيف ذاك؟؟
قال : يُغتاب بين يديه ، ويُعجبه ذلك . فيقول لا إله إلأا الله ،وليس هذا موضعه ، وإنما
موضع هذا له في نفسه وقول له أتق الله .
حافظي عل الفرائض فإنها أفضل الجهاد
عن أم أنس أنها قالت: يا رسول الله أوصني .
قال : أهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة ، وحافظي على الفرائض فإنها أفض الجهاد
وأكثري من ذكر ، فإنك لا تأتين الله بشئ أحب إليه من كثرة ذكره .
أردتُ أن أدفع الكبر
عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه : أنه مرَّ في السوق وعليه حزمة من
حطب فقيل له : ما يحملك على هذا ، وقد أغناك الله عن هذا ؟؟ قا ل: أردت
أن أدفع الكِبر ، سمعت رسولصلى الله عليه وسلم قول :{ لا يدخ الجنة من
في قلبه خردلة من كبر } رواه مسلم ورواه الأصفهاني إلا أنه
قا ل : مثل ذرة من كِبر .
سيدٌ يعمل وخادم يستريح
عن عبد الله الرُّومي قال : كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يلي وضوء الليل بنفسه
فقيل له : لو أمرت بعض الخدم ،فكَفوك ! فقال : لا إ، الليل لهم يستريحون فيه .
إن المؤمن يمووت بين حسنتين
وعن معاوية بن مُرة قال : قا لمعاذ بن جبل لابنه : إذا صليت فصلِّ صلا ة مودع لا
تظن أنك تعود إليها أبدأً ، واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين ، حسنة قدَّمها
وحسنة أخرها .
من أخلاق الصديقين
قال سهل بن عبد الله : من أخلا ق الصديقين ألا يحلفوا بالله لا صادقين ولا كاذبين ولا
يغتابون ولا يغتاب عندهم ، ولا يشبعون بطونهم ، وإذا وعدوا لم يخلفوا ولا يتكلمون إلا
والاستثناء في كلامهم .
الطهارة على ثلاثة أوجه
قال سهل بن عبد الله : الطهارة على ثلا ثة أوجه : طهارة العلم من الجهل وطهارة الذِّكر
من النسيان ، وطهارة الطاعة من المعصية .
بالأدب يفهم العلم
قال يوسف الرازي :
بالأدب يُفهم العلم ، والعلم يصح العمل ، وبالعمل تنال الحكمة وبالحكمة يفهم الزهد
ويوفق له ، وبالزهد تترك الدنيا ، وتارك الدنيا يرغب في الآخرة وبالرغبة في الآخرة
ينال رضا الله عز وجل .
من هو الفقيه ؟؟
قال علي رضي الله عنه :
الفقية كلُّ الفقيه من لم يقنط من رحمة ربه ، ولم يُرخص لهم في معاصي الله ولم
يؤمنهم من عذاب الله ، ولم بدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ، لأنه لا خير في عبادة
لا علم فيها ، ولا علم لا فهم معه ،ولا قراءة لا تدبر فيها .
من اتقى الله وقاهأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أبنه عبد الله : أما بعد
فإني أوصيك بتقوى الله ، فإنه من اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه ومن أقرضه جزاه
ومن شكره زاده ، ولتكن التقوى نصب عينيك ، وعماد عملك وجلاء قلبك فإنه لا عمل
لمن لا نية له ولا أجر لمن لا حسبة له ولا مال لمن لا رفق له ، ولاجديد لمن لا خلق
له .
نصيحة غالية الثمن
في أحد الأيام أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أن ابنه لبس خاتماً بألف
درهم فأرسل إليه وقال له : يا عاصم إذا وصلك خطابي هذا فبع الخاتم الذي في أصبعك
وتصدق به على ألف فقير واشترِ خاتماً من حديد واكتب عليه رحم الله امرءاً عرف قدر
نفسه .
خذ هذه البطاقة فهي خير لك من ألف كتاب
قال الحسن البصري رحمه الله لبعض طلابه : يا بني خذ هذه البطاقة فهي خير لك من
ألف كتاب :
1- لا تغتر بمكان صالح فلا مكان أفضل من الجنة فقد لقي فيها أبونا آدم ما لقي
2- لا تغتر بكثرة العبادة ،فإن إبليس بعد مكثه في العبادة فانظر ماذا لقي
3 ولا تغتر برؤية الصالحين فلا شخص أعظم من المصطفى صلى الله عليه وسلم فلم
ينتفع به الكفار والمنافقون .
غفر الله عنه،فإن لم يفعل ،كان كمثل التاجر ينفق ولا يحسب حتى يفلس ولا يشعر .
اعبد الله فإنه يثبتك
ذُكر أن رجلا ً جاء إلى شقيق الزاهد رحمه الله تعالى فقال له : أوصني فقال له شقيق
احفظ ثلا ثة أشياء ، اعبد الله فإنه يثبتك ، وحارب عدو الله فإنه ينصرك وصِّدقه بالوعد
فإنه يأتي به إليك .
النية في أربع أشياء
قا ل بعض الحكماء : إذا أصبح الرجل ينبغي أن ينوي أربعة أشياء :
أولها : أداء ما فرض الله عليه .
ثانيهما : اجتناب مانهى الله عنه .
ثالثهما : انصراف من كان بينهم وبينه معاملة
ورابعها : إصلاح ما بينه وبين خصمائه
على قدر خوفك من الله
قال فارس البغدادي :
سمعت يوسف بن الحسن يقول : على قدر خوفك من الله يهابك الخلق ، وعلى قدر حبك
لله عزوجل يحبك الخلق ، وعلى قدر شغلك بأمر الله يشغل الخلق بأمرك .
أربعة لا سعادة فيهم
قال بعض الحكماء أربعة لا سعادة فيهم :
أحدهم : الذي يبخل بالصلاة والسلام عل النبي صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
الثاني : الذي لا يجيب المؤذن
الثالث : من استعان به إنسان بخير فلا يعينه .
الرابع : الذي يعجز أن يدعو لنفسه وللمؤمنين دبر كل صلا ة .
دواء القلب خمسة أشياء
قا ل عبد الله الأنطاكي رضي الله عنه : دواء القلب خمسة أشياء : مجالسة الصالحين
وقراءة القرآن وإخلاء البطن من الحرام وقيام الليل والتضرع عند الصبح .
كلمات ثمينة
روي عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنه قا ل: من عجز عن ثمانية فعليه بثمانية
أخرى لينال فضلها :
أولها : من أراد فضل صلاة الليل وهو نائم فلا يعصي بالنهار .
والثاني : من أراد فضل صيام التطوع وهو مفطر فليحفظ لسانه .
الثالث :من أراد فضل العلماء فليه بالتفكير
الرابع : من أراد فضل المجاهدين والغزاة وهو قاعد في بيته فليجاهد الشيطان .
الخامس : من أراد فضل الصدقة وهو عاجز فلُعلم الناس ما سمع من العلم .
السادس : من أراد فضل الحج وهو عاجز فليلزم الرحمة.
السابع : من أراد فضل العابدين فليصلح بين الناس ولا يوقع بينهم العداوة والبغضاء.
الثامن : من أراد الأبرار فليضع يده على صدره ويرضى لأخيه ما يرضى لنفسه .
لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ، ويؤخر التوبة لطول الأمل ، ويقول في قول
الزاهدين وعمل عمل الراغبين إن أُعطي من الدنيا لم يشبع ، وإن منع منها
لم يقنع ، ويأمر الناس بما لا يأتيه ، يحب الصالحين ولا يعمل أعمالمهم ،
ويبغض المسيئين وهو منهم ، يكره الموت لكثرة ذنوبه ، يقيم على ما يكره
له الموت ، إن سقم ظل نادماً وإن صح ظل لا هياً يعجب من نفسه إذا عوفي
ويقنط إذا تغلبه نفسه على ما يظنه ولا يغلبها على ما يستعين ولا يثق من
الرزق بما ضُمن له .
فضل الحسنة ومضار السيئة
قا ل ابن عباس رضي الله عنه : إن للحسنة لنوراً في الوجه وضياء في القلب وسعة في
الرزق ومودة في قلوب الخلق ، وإن للسيئة ظلاماً في الوجه وسواداً في القلب ،
ضيقاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق .
الرضا بقضاء الله وقدره منجاة
نظر علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى عدي بن حاتم كئيباً فقال له : يا عدي مالي
أراك كئيبا حزيناً ؟؟ قال : وما يمنعني وقد قتل أبنائي وفقئت عيني ؟؟! فقال : يا عدي
من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر ومن لم يرضَ بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله .
أربعة لا أقدر على مكافأتهم
قا ل عبد الله بن العباس رضي الله عنهما : أربعة لا أقدر على مكافأتهم
: رجل بدأني بالسلام ورجل وسع لي في المجلس ، ورجل أغبرت
قدماه في المشي في حاجتي وأما الرابع فما يكافئه عني إلا الله
عزوجل .
قيل :من هو ،قال: رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر فيمن يقصده ثم
رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي .
فضيلة السكوت
سئل الشافعي رحمه الله عن مسألة فسكت فقيل له : لم لا تجيب ؟
فقال : حتى أعلم الفضل في سكوتي أو في جوابي .
إنما الأعمال بالنيات
أربعة أحاديث عليها مدار الإسلام : أحدها قوله صلى الله عليه وسلم
إنما الأعمال بالنيات .
والثاني قوله : من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه .
الثالث : فلا يكون المؤمن مؤمناً حتى يرضى لأخيه ما لا يرضاه لنفسه .
الرابع قوله : الحلال بيّن والحرام بيّن ذلك أمور مشتبهات .
أقول في النية
قال ابن عجلان : لا يصلح العمل إلا بثلاث ، تقوى الله ،والنية الحسنة
والإصابة
إنما الكلام أربعة
قال محمد ابن عجلان : إنما الكلام أربعة ، أن تذكر الله ، وتقرأ القرآن وتسأل
عن علم فتخبر به أو تكلم فيما يعنيك من أمر دنياك .
ما الإنسانية ؟؟
سئل بن قيس رحمه الله ما الإنسانية ؟؟
قال : التواضع في الدولة والعفو عند القدرة والعطاء بغير منّة .
التواضع
قا ل ابن المبارك : راس التواضع أن تضع نفسك عمن هو دونك في نعمة الدنيا ،
حتى تعلمه أنه ليس له بدنيّا عليك فضل .
القلوب ثلاثة
- قلب مثل الجبل لا يزله شئ
- قلب مثل النخلة أصلها ثابت والريح تميلها
- قلب كالريشة يميل مع الريح يميناً وشمالاً
وقال :أٌقوى القوة غلبتك نفسك ومن عجز عن أدب نفسه كان عن
أدب غيره أعجز ومن أطاع من فوقه أطاعه من دونه وقال : لا تصرم
(اي تقطع ) أخاك على أرتياب ولا تدعه دون استعاب ومن علامة
المعرفة بالله القيام بحقوق الله وإيثاره على النفس فيما أمكنت فيه
القدرة ومن علامة الاستدراج العمى عن عيوب النفس ومن قلة
الصدمة كثرة الخطأ وخير الرزق ما سلم من الخمسة :من الآثام
في الاكتساب والمذلة في الخضوع في السؤال والغش في الصناعة
وإثبات آلة المعاصي ومعاملة الظلمة .
طول الأمل
قا ل إبراهيم التيمي : قا ل أبي : خرجنا حجاجاً فوجدنا أبا ذر بالربدة
قائماً فانتظرناه حتى فرغ من صلا ته ثم أقبل علينا بوجهه ، فقال : هلم إلى
الأخ الناصح الشقيق ، ثم بكى فاشتد بكاؤه ، وقال :قتلني
حب يومٍ لا أدركه قيل ما يوم لا تدركه ؟ قال :طول الأمل .
الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني
قال شريح : إني لأصاب بالمصيبة ، فأحمد الله عز وجل عليها أربع
مرات ، أحمده إذ لم تكن هي أعظم وأحمده إذ رزقني الصبر عليها
وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب ، وأحمده إذ لم
يجعلها في ديني.
الجنة والنار وما فيهما
قال إبراهيم بن أدهم :
مثلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها ثم
مثلت نفسي في النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج
سلاسلها وأغلالها ، فقلت لنفسي ، أي شئ تريدين ؟ قالت :أريد
أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً ، قا ل : قلت فأنت في الأمنيةفاعملي .
داء الدواء
عن الربيع بن خثيم أنه قال لأصحابه :
أتدرون ما الداء والدواء والشفاء ؟ قالوا : لا ، قال :الداء الذنوب والدواء
الاستغفار ،والشفاء أن تتوب فلا تعود .
خذ عني خمساً
- اتق الله تكن أعبد الناس
- ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس
- أحسن إلى جارك تكن مؤمنا .
-أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما
- لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب .
إن أمّي سألتنيه ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتها
عن محمد بن سيرين قال: بلغت النخلة على عهد عثمان بن عفان
رضي الله عنه ألف درهم قال : فعمد أسامة بن يزيد رضي الله عنه
إلى نخلة فنقرها وأخرج جُمّارها ( اي قلب النخلة )فأطعمها أمّه ،
فقالوا له : ما بحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم ؟
قال : إن أمي سألتنيه ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتُها .
من تقبلت له حسنة دخل الجنة
عن معاوية بن قُرة قال : كنت مع معقل المزني رضي الله عنه
فأماط أذى عن الطريق ، فرأيت شيئاً فبادرته ، فقال : ما حملك على
ما صنعت يا ابن أخي ؟ قال : رأيتُك تصنع شيئاَ فصنعته ، قال :
أحسنت يا ابن أخي ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
( من أماط عن طريق المسلمين كُتبت له حسنه ومن تقبّلت له
حسنة دخل الجنة ))أخرجه البخاري
اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من عذاب جهنم