إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومنيضل فل
هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن
محمد رسوله وعبده صلىالله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسلمياً كثيرا أما بعد :
إن أعظم وأفضل المؤمنين إيمانا الذي يكون مستعداً ليوم الحساب
لأن هذه الدنيا عمل بلا حساب والآخرة حساب بلا عمل ، ولكن
بماذا يكون المؤمن مستعداً لهذا اليوم العظيم ؟ يكون ذلك بالأعمال الصالحة
التي تنجينا نت عذاب الله وسخطه .
قصص تخشع بها القلوب وتدمع لها العيون ..~
هبية رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس العلماء
كان الإمام مالك: إذا ذكر النبي صلة الله عليه وسلم يتغيَّر لونه وينحني .
وكان جعفر بن محمد : إذا ذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام عنده اصفرَّ لونه .
وكان ابن القاسم صاحب مالك : إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يجفُّ لسانه في
فيه هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
حذر العلماء من الأسراع بالفتيا
عن عبد الرحمن بن مهدي ، قال : جاء رجل إلى مالكٍ بن أنس يسأله عن شئ فقال له :لا
أدري . قال الرجل :فأذكر عنك ألا تدري قال: نعم ، إحكِ عني أني لا أدري .
عن زاذان أبي مسيرة ، قال : خرج علينا عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه يوماً وهو
يمسح بطنه ، وهو يقول : يا بَرْدها على الكَبد ، سُئلتُت عمَّا لا أعلم ، فقلت : لا أعلم
والله أعلم .
رؤية المؤمن لذنوبه
عن ابن مسعود رضي الله عنه كان من الذين يحاسب نفسه كثيراً فيقول المؤمن يرى ذنوبه
كأنها جبلٌ يُريد أن يسقك عليه ، وأما الفاجر أوالمنافق يرى ذنوبها كأنه ذبابٌ جاء على
أنفه فقال به كهذا .
لا تكن مفلساً وانت لا تشعر
قال مكحول الشامي رحمه الله تعالى : من أوى إلى فراشه ينبغي أن يتفكر فيما صنع في
يومه ذلك فإن كان عمل فيه خيرً يحمد الله تعالى على ذلك وأن عمل ذنباً استغفر الله منه
ورجع عن قريب فإن لم يفعل كان كمثل التاجر الذي ينفق ولا يحسب حتى يفلس ولا يشعر
خصلة إذا استعملها ابن آدم سترت عيوبه
اجتمع قس بن ساعدة وأكثم بن صيفي فقال أحدهما لصاحبه : كم وجدت في ابن آدم من العيوب ؟؟
قال : هي أكثر من أن تحصى وقد زجدت خصلة إذا استعملها الإنسان سترت عيوبه ،
قال وما هي ؟؟؟ قال : حفـــظ اللسان .
فضائل الصدقة
روي عن عائشة بنت عمران رحمها الله تعالى أنها كانت تقول إذا بات بجيبها درهم ولم
تتصدق به : الليلة عبادتي ناقصة . ومن كلامها : لا خير في ذكر اللسان ما لم يكن القلب حاضراً .
حقيقة المحاسبة
كان أحد الصالحين ، عندما تضيق عليه الدنيا ويحب أن يُذكر نفسه في الآخرة كان حافراً
لنفسه قبراً في البيت ولما تضيقُ الدنيا على قلبه يذهب وينزل هذا القبر
ويغلقه عليه بخشبة ويظل يصرخ ويصيح وينادي ويقول
{{ رَبِّ ارْجِعُون* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}}
ويضل يصرخ ويصيح في هذه الآية حتى إذا انقطعت أنفاسه ثم يضرب الخشبة
ويخرج وقول : ها يا نفسي قد عدت وخرجت فاعملي ما قلت ِ ، والله إني خائف عليك أن
تنزلي هذا القبر وتقولي ربي اجعون فلا يستجاب لك .