الضابط الإسرائيلي وهو في ميدان التحرير
إلقاء القبض على عميل لأي جهاز استخباري ليس بالأمر الخطير لهذا الجهاز
، إنما الأخطر هو القبض على ضباطه ، الضابط أي كانت رتبته يعلم تركيبة
الجهاز وهيكله الاداري والكثير من أسراره اما العميل فلا يعرف إلا المسموح
له عن مهمته ، في ضوء تلك الحقيقة يمكننا معرفة حجم الهلع الذي يسكن قلوب
الاجهزة الأمنية في تل ابيب بعد اعلان القاهرة اعتقالها احد ضباط الموساد
مؤخرا.
إسرائيل التي تظل صامتة لشهور وربما لسنين بعد سقوط جواسيسها لم تقم
بنفس الخطوة هذه المرة ، صحيح أن بيانات خارجية ورئاسة وزراء تل أبيب عن
قضية ايلان جربيل لم تخرج بالأمس عن وصف صورة التي نشرتها القاهرة
بـ"المفبركة" وأن القصة المصرية كلها "محض هراء ومزاعم" وأن "المصريين
يريدون جربيل ككبش فداء ويلفقون للإسرائيليين التهم رغم برائته" إلا أن
وسائل اعلامية عبرية غير رسمية جاءت بتفصايل جديدة عما اسمته "الشاب
الاسرائيلي البرئ".
القصة تبدأ عام 2004، جربيل شاب امريكي يهودي الديانة من كوينز أحد
اكبر أحياء نيويورك يقرر السفر إلى اسرائيل للدراسة في جامعة بن جوريون
ببئر سبع الحدودية مع مصر ، الشاب يعجب بتل أبيب ويقرر عام 2005 الهجرة
بشكل رسمي الى اسرائيل، صحيفة معاريف التي تحكي القصة تؤكد ما اوردته
التقارير الاعلامية بالمصرية " نعم لقد خدم ايلان في سلاح المظلات متطوعا
واصيب في حرب 2006 بعد اشتباك في قرية الطيبة اللبنانية مع حزب الله".
"كيف نبعث جاسوسا لمصر وهأرتس نشرت صورته ومقال عنه بعد اصابته" هذا
هو السؤال الذي حاولت وسائل اعلام عبرية أخرى ايصاله للقراء أمس ومن
بينها صحيفة يسرائيل هيوم ، برنامج التواصل الاجتماعي الفيسبووك يكشف
عماله ايلان ، صفحته الالكترونية تبرزه كـ"عامل في جامعة الأزهر"، نفس
الصحيفة أوردت تلك المعلومة المتناقضة مع فكرة برائته من التهمة ، صديق
للجاسوس الاسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية يصفه بأنه " طيب القلب ويحب
الثورات الشعبية "كما يصف اعتقاله بـ"الاستفزاز المصري"
الهلع
الاسرائيلي من كشف أحد تروس آلة الموساد ليس بالهين، معاريف تتحدث عن "أول
قضية من نوعها بعد الاطاحة بمبارك"، فكرة ان يتم الإفراج عنه بعد أيام
قصيرة كما كان يحدث مع حالات مشابهة اثناء حكم الرئيس السابق استبعدتها
الصحيفة المقربة من حكومة تل أبيب، "نحذر ونكرر تحذيرنا هناك نظام جديد في
القاهرة والوضع الآن غير واضح".