حين قتــل الاعـــلام الوطــــــن

يطالعنى صورته من بعيد لم اعد اراه منذ زمن بعيد واليوم هو يقف امامي منتصبا"
تغير كثيرا عن ذي قبل لم يعد ذلك الذى اعرفه كم حلم كثيرا وعاش فى جزيرة
تتحدث عن العدالة والشرف والامانه لم يعد الحال كما كان
ينظر الى الواقف امامه فى تحدى ما هذا المسخ ؟ !
وما هذه الخطوط البيضاء التى كتب الزمان فى راسه؟!!
يندفع فى غضبا محاولا انتزاع تاريخ كتب بومضات بيضاء
ينزع واحدة لكنه يصدم ويتألم فهناك الكثير منها
ينهار مبتعدا حيث لا يراه احدا
يغط فى بكاء شديد هل انتهى امره؟ !!
يقوم الى مراّته ليحطم ذلك الشخص الواقف امامه فى تحدا
يداه تتألم بشده يندفع منها دماء غزيره تذكره بسنوات خان فيها نفسه وضميره
بدماء سالت بسببه وكيف باع احلامه وكلماته .....
- لم اكــــــــن الوحيد الذى باع وخان
هكذا قالها لنفسه ولبقايا الواقف امامه يحدثه
بل انى افضل من الاخرين
فلم اخبىء شعيراتى البيضاء مثلهم ولم احاول خداع الزمان!!

يجيبه بقايا الواقف امامه ..
- وماذا عن شعب دمر وامة جهلت عن عمدا ؟؟ !
يجيب فى فزع ..
- لم افعل شيء .... لم افعل شيء
يجيبه الصوت القادم من المجهول مستنكرا ..
كيف ؟ !
الم تكن فوق ربوة عاليه والجمع يستمع اليك
الم توجه الجمع الى الذئاب وكنت شاهدا على المذبح ؟ !!
يجيب باكيا ...
- لم اكن وحدى فكان هناك الكثيرين مثلى
فما بال الاخرين ؟ !
لم غبت عنهم وجئت تسألنى وحيدا ؟ !!
يجيبه الصوت هامسا" ...
- لقد كنت هناك يوما لكن
لم يستمع الي احدا فجئت اليك كما جئتهم
ارجو لك عودة
ينظر اليه مليا ويقول فى رجاء ...

- وهل من عوده ؟ !!
يجيبه الصوت فى سعاده
- ان اردت انت ذلك
يعود فيسأل ...
- وهل من عودة لم خط الزمان فى راسى ؟
يأتيه الصوت من بعيد ...
- لا عودة لم كتب الزمان ابدا ولكـــــــن يبدل لك ويكتب لك الخير
ان عدت فتكون شعيراتك البيضاء وميضا ينير لك طريقك
ثم دليل على برائتك وطهراتك كما كنت طفلا
- يفكر مليا ثم يلملم بقايا دمائه يجب ان يعود طفلا لن يخون بعد اليوم
يندفع خارجا وفى ذهنه ثوب من الطفوله واحلام من الصبا
- ينادون عليه ..
سيدى الى اين الهواء بعد لحظات ؟ !!
يا كابتن هل نعتذر عن حلقة اليوم ؟ !!!!
- يخرج مسرعا غير مبالى فلن يكون اسيرا بعد اليوم
حتى وان جائته اوامر عليا فلن يخون وان قتلوه
يتعثر عند مدخل ال لا مكان فينظر الى حذاء الرجل الواقف امامه
وقد عقد حاجبيه يسأله فى صرامة وقوه
- الى اين ؟
فيجيب وقد خفت صوته وضعف ...
- لا شيء سيدى لقد جئت لكي اكون في استقبالك

شكرا على التوبيك الاكثر من رائع

وتقبل تحياتى